الأربعاء، 25 مارس 2009

عيون من زجاج


صخور نائمة على وسادة البحر الهادىء،تصحو وتغفو على قبلات خاطفة من امواجه ، يزده سحرا شدو االبلابل المحلقة فى اعالى التل المقابل له 
على امتداد البصر مُسجى جذع شجرة ارتاحت من قسوة لياليها لتنعم بوداعة انسياب مياه البحر من حيناً لاخر 
يتوسط الجذع فتاة جالسة تتشبث يديها بورقة.. تطيل النظر اليها .. لكنها لاترى 
فهى تنظر بداخل نفسها اكثر من خارجهااا و ........ ...... 
.. تنظر على ما حولها بعيون من زجاج يعكس صورا بلا احساس 
تنعكس سطور تلك الورقةعلى زجاج عيونها 
سطرا ورا سطر 
تنشق السطور عن احرف .. والاحرف تتشابك لكلمات.. والكلمات تشكل جملا من حياتهااا
..........................
سطر الامانى 
امنيات بسيطة تسللت بين اصبعها كالرمال واحلاما تخيلتها طوتها يد الايام..حتى هوت روحها ارضا منكسرة ذليلة 
سطر العشق 
.. ينبض باصوات ضحكاتهما .. انطلاقتهما.. 
حراره وجه وهى تمطره بقبلاتها العاشقه...
وصولا لارخاء الستار على حبهما 
.. جاثيا على ركبتيه يخفى وجهه الباكى فى صدرها فتحتضنه تاركه خصلات شعرها تنسدل عليه لتخفي ضعفهما امام الايام 
سطر الفراق 
اصدقاء .. اقرباء .... احباء...اُناس لم تجمعهم الحياة الافى قلبها 
وهى تودعهم واحد تلو الاخر .....حتى امسى (قلبها) مقبرة توارى الاحباب 
ترخى جفونها و تغوص بنظراتها نحو اعماقهاااا

.. فتطفو سطور جديدة قاسية تشرخ زجاج العيون لتقطرمزيجا من دموع ودماء تنسكب على ورقة عمرها 
فيذوب حبر كلماتهاا سائلا نحو البحر مشكلا عدة دوائرحمراء وسوداء متداخله مع زرقه البحر مكونه بركة نفاذه الرائحة 
يثور البحر على ما حل ببدنه .. 
تتلاطم امواجه كسيوفا تقطع الصمت وتندفع المياه من اعماقه كنافورة هائلة ...يتطاير رذاذها فى الانحاء 
تزداد المياه فى التدفق كستائر مائية تجرى عليها اطياف متعددة الالوان 
....................................................
بمرور الوقت تاخد ثورة البحر فى الافول ومياه فى الهدوء .. لتظهر من جنابته بنـــــــــــــــــاته 
.. حوريات الامل ..* عرائس البحور* 
جمالهن يسلب الالباب...يكتم الانفاس...يذيب الكلمات 
بدلال يجلسن على صخوره بنعومة تداعب احدهن الاخرى 
.. يتسامرن يضحكن.. يتمايلن ويتراقصن، 
فى لحظات مسروقة من الزمان ينتشر سحرهم فى المكان ،و تلهب فتنتهن اوتار قيثارة الكون
لتعزف انغام النشوة والدلال 
فترتسم خطوط السعادة فوق جيبن الحياة .................................. 
فى غمرة ذلك الجو المسحور ترها الحورية الاكثرهن فتنة 
صاحبة العيون الخضرا االمختفية بدلال وراء خصلاتها الشقراء 
يَعندها نسيم البحرفيكشف عن نظرات ممتلئة اغواء وانوثة 
نصفها الُعلوى انثى عارية شهية ينشر جسدها عيبر الشهوة فيلهب الحواس ..يوقظ الرغبات 
نصفها السُفلى ذيل سمكة ذهبية .. ضيائها يسرق نور العيون للحظات 
تقربها واثقه من سحرها 
لكن الفتاة لا تحسها .. فعيونها زجااج يعكس صور ا بلا احساس 
تزداد اقترابا منهااا 
تتأملها متعجبه.. تستنشق رائحتها .. تلمسهاافتسرى اليها بروده جسدهااا 
تضمها اليها فتبدل برودته دفأ..تربت برفق على ظهرها .. فتنتشل روحها الغارقة فى اعماقهااا 
تفكك جدائل شعرها البنى ليتطاير فى الهواء فيتحرر معه عقلها من سنديان ومطرقة الافكار 
بشفتيهاا تلامس اذنيها هامسة بانشودة الحياة 
وتتحسس باناملها السحرية عيونها وتقبلهما قبلة يشع من جنباتها اشعة فضية متوهجة 
تسحر المكان للحظات ثم تتركها مودعه
........ 

.
لتبصر عيونها ثانيا بقلبا رجع للحياة كالوليد 
..يرى فجرا فى الافق البعيد يأتيه على شراع الامل ..فاتحا ذراعيه 
لشمس اليوم الجديد


ليست هناك تعليقات: