الجمعة، 15 أكتوبر 2010

خــــــــــــــــــــــــــواء


قررت اليوم التخلى عن كل ثمين ..احساسها بالقهر يذبحها ببطء. تنازلت عن اناقتها المشهودة بجونلة طويلة وبلوزة فضفاضة بلا ملامح مميزة، زينتهاالمبهرة استبدلتها بنظارة سوداء عريضة ، وخرجت...
فنجانين قهوة وبسكوت"القرفة" ذات الطلب على مقهاهما الدائم..
منفردة، تشرب قهوتها تتأمل الموقف،" تجرحها النظرات المتسائلة عن الغائب"بين اركان المقهى وشخوصه ومضات قصتهما ،كيف لون حبهما الأحلام وأحياها .
آمنت به وان حبهما زلة قدر -قدستها- نذرت التبتل لعشقه، فلم يخيب ظنها وجعل هواها ايقونته الوحيدة،فطنا بفطرة العشاق، ان الخلافات قد-- تمتد جسوراً لأقتراب، صار الحب صلاتهما اليومية و آياتها الأخلاص.

تتطلع حولها، همسات وتلامز رواد المقهى تصدح ..عيون فتيات الصبا سهاما،وتلك المرأة الاربعينة بمحذاتها تستغفر بصوت مسموع وتزم شفتيها.
تطرد هواجسها. فالكل يلهث وراء يومه ومتشاغل حتى عما قد يحمله القدر من مفاجأت فى منعاطفات الطريق


ليلة أمس .. تجعلها تنكمش داخليا، خنوعها له يصيبها بالغثيان. برد الفنجان الاخر، تلملم اشيائها وتشير للنادل ..تحاسبه وتعطيه ورقة طوتها بإحكام ليعطيها له... ثم تخرج مسرعة –مهابة التراجع- لبغيتها.


تصل .. تدخل العيادة بخطوات متثاقله ..تنتظر دورها
تناثر اللوحات على حوائط العيادة يخدش مقلتيها بمشاعر الامومة ..تغوص بداخلها .. متذكرة زهوها بعقلها وارضه المحرمة فلا يطئها احد ألا باذنها.. تهب صوب الممرضة وتدس -مبلغ محترم- بجيب ردائها، بإيماءة رأس موافقة تأخذها لغرفة جانبية بهدوء، وتطلب منها الاستعداد والتجرد من ثيابها فالإنتظار.
جدران بيضاء..خاوية ..ساقيها منفرجتين على سرير طبى ابيض ..ملاءة بيضاء ،تذكرت مقتها لهذا اللون.
وحيدة عارية من كبريائها وأنسانيتها وأسيرة للأبيض والذكرى
حينما سألت مشاعرها معه بمشاركته جسدها للمرة الأولى، ودبيب حياته ينبض بداخلها بعذوبة. تحسست بروز بطنها بحنان. كم استعجلت ايامها لحديثهما الصامت، تربت بحنو على بطنها ..تستجيب بنقرة خفية ..تجيبها بخبطة رقيقة تنقر مجددا. موقنة انها فتاة
-
صغيرتى- التى ذبت للقائها، وصدرى اشتاق لامومته .يرضعها حنانى وخوفى.. تعدو احلامى.. تأتينى نصف نائمة هربا من احلامك لتندسى بفراشى وصدرى يصبح وسادتك،وفخدى مسند قدميك الصغيرتين-لا امل تقبيلهما- تنزعجى - اضمك واحكى قصص جدتى الطفولية ونتسلى سويا ثم


يطرق الطيب باب الغرفة ويطالبها بالهدوء ..لتسرى رعشة هلع بكامل جسدها بينما يرتدى قفازه الطبى الابيض.. تعد مساعدته طاولة الجراحه المتعددة الأدوات وتتأكد من تمام العدد،ثم تغرس حقنة المخدر بأوردتها.. تراقبهم بدموع متحجرة وبداخلها صرخة كبلها القهر .. يبدأ العدد التنازلى 10 9 8 7 6 .. ما بين ساقيها يدخل مشرطه الطبى.. يغرسه برحمها حيث صغيرتها النائمة.. هانئة.. مستكينة .. يفتتهالأشلاء وتسيل دمائها ببطء بين فخديها المنفرجين.. أخذه دف الحياة

بينما تسترد وعيها. تسمع صوت رجالى -لا تخطئه- تحس انامله وهو يضع دبلة زواجهم فى اصبعها ..لا تملك المقاومة،تضيع منه فى الامها الرهيبة بمركز جسدها. بتلقائية تطمئن على صغيرتها،يقابلها الخواء،تشهق بفزع وتندفع ببكاء هستيرى، بينما يديها تتحرك بإضطراب بين ثدييها الثقيلين وبطنها الخاوية.. يضمها على صدره بعنف متشبث بإبوته المجهضة بداخلها
نهناهات دموعه تربكها،يدس رأسه بين خصلات شعرها ويبكى لائما نفسه على شجارتهم الأخيرة لرفضه هذا الحمل بذريعه الاحوال المادية المضطربة وتمسكها به.
يتذكر صراخه الهستيرى وصمتها المطبق امامه ،،واصراره على أسقاط حملا صدى لطفولته وجرحها الغائر، رغم ذوبانه عشقا لها، فكرة ابوته المحتمله كانت تعصف النيران برأسه.
قبلها اضنت قلبه وحدته وتنامت اشواكه حتى التقاها..سجد لها قلبه ودموعه ..احتوات مخاوفه لكنه لم يتخطى طفولته الجريحة.
تنزل دموعه على جبينها..لا يدرى أيبكيها أم يبكى ذاته..يمحى دموعه بشفاتيه على جبينها جفونها شفتيها..بينما عينيها زائعة بين جدران الغرفة البيضاء.
يغادرا العيادة لمنزلهما..تتأمله وهو يعدل من وضع الوسادة تحت رأسها لتغفو قليلا.. يربت على رأسها بحنان ..يجاورها بالفراش محتضنا ركبتيه ،كلما جال بذهنه خاطر فقدانها ،ينتفض فزعا للأطمئان انها بجواره
تتقلب على الفراش ..تنام على بطنها ..احساسها بالخواء يذبحها..تكتم أناتها بين الملاءات.. يخترق مسامعه آنينها المكتوم، يرجعها على ظهرها ويحاوطها بذراعيه.. ليغفوا سويا.

لكن تشتت الأمان داخلها .فأضحى الحب حادثة اغتصاب متكررة، ولا تقوى على التصريح أو التحمل ولا حتى الصمــــــــــــــــــــت
أيقنت ان الذى بقى من الزهرة أشواكها..
تقرر ذات ليلة البوح..تناديه بصوت واهن ..يأتى فتصارحه:
مش عايزاك....طلقنى