السبت، 25 مايو 2013

حباً اخـــــــــر

ظلام ليلنا يبدده اكتمال وجه القمر.
تتوسدي برأسك صدرى ،بينما راسي يغفو على حرير شعرك متناسياً نحيب الروح بداخلى.
على مرمى البصر إضاءات القاهرة وهدوء ليلها التائه ،فى الخلفية نغمات "ليلى" للشاب "خالد الناعمة.تأسرنى نغماتها ،الدائرة من حولنا كنجوم الليل.أتحسس أناملك واحتضن حرير اليد، وبالإخرى تحيطين رقبتى.
أقودك في رقصتنا تحت ضياء القمر، الذى يزداد توهجاً على ملامحك.أغازلك بقولى هذا
فتضحكين..ليضحك عمرى معك. يعزف الليل والقمر أنغامه لنا،
نصعد على سحب مسائنا و بيوت الناس نيام،وتبدأ رقصتنا الأولى.
حكيت لك أيامى والقمر.أسرارنا..أشجاننا ..أحلامنا سويا.. وحتى خصامنا،فعندما يبلغ العمر منتهاه، حدثيه عنى ،سيجاوبك بالحنين لا بالآنين، ويهبط ليجالسك ويخبرك قصصنا.
ألان ياليل ،ُأشهدك على ليلتنا هذه.تنازلت عن عرش غرامه وتوجتها عليه.
أُباركها بثلاث...
حب الدنيا و فرح البال وخير الناس.
يُجبنى الليل
بتساقط نجومه الواحدة تلو الأخرى،وبكاء سمائه زهور الياسمين
تتسابق عليها طيور السماء الصغيرة ،وبجناحيها تعزلها تاج يزين خصلاتك.

الليل والقمر له عاشقيه ..كنت احدهم وأصبحت لكِ انتِ.آيسل..........شبيهة القمر وعروسه.التى أهدتنى اروع المشاعر

تُجاوبنى بنظراتها البريئة وتناغينى ،تهم بالبكاء،فاقرب أنفاسي لوجها قائلة:ماما بتموووووت فيكِ
واُربت على ظهرها بحنو،لتسافر إلي ارض الأحلام بين ذراعى.

الخميس، 7 يوليو 2011

انتصاف الليل فى باريس









Comment allez-vous, Monsieur?
يرد تحية النادل بإمائة راسه،وهو يضع فنجان القهوة امامه بمقهى"الكارديدور"الشهير بينما يطالع الجريدة التى يرأس احد اقسامها ثم يتصفح الجرائد المنافسة ،اخبار الوطن بالصفحات الداخليه تضربه بموجة حنين اعتادها وفقا لحالته النفسية،وينهيها بسؤال:لمن الرجوع؟الاهل اخذهم الموت تباعا،الاصدقاء بعدتنا الايام.
تهتز صفحة قهوته،لهطول المطر،،زخاته المتتابعه تذكره بجملة حبيبته –فيما مضى-
"اولى قطرات المطر قبلاتى لك،وماتلاها قبلات الحب لنا"
يمسك قداحته الذهبية ويشعل سيجارة ..يعلو بزانة الحنين فوق كبرياء عناده



،، اهتزت اراضى وسمائى لامطارها،،احتوائها.. دفئها لم المسه مع غيرها


ظننتها تجسيدا لاحلامى واشواقى
...يشعل سيجارته الثانية ..حتى افقت لأقف على اطلال حبا،ناثرا رماده-متعمدا- بقدمى

-امامها- .
سافرا بمنحة لدراسة علوم الصحافة بباريس.ثلاث سنوات من الصداقة والاحلام فالحب
والمتعة،..الخلافات..الاشواق والعتاب،عاشا الحرية والفنون ،الرقى والجنون ،،تعاهدا على الزواج،لكن القدر اقام ثورة على عشقهما وفتح عالم جديد وآفاقه الرحبه امامه..اغره بجموح الطموح ،،وبرعونة الشباب اغتر بنفسه وبقدراته..عثر على مفرادت ذاته بين جناباته ،ومجون هذا العالم ناسب جنونه..ترقى بدرجاته فاعتلى قمته مما جعله لم يندما يوما عليها.
تشدق امام الاخرين بانه اراد فراقا مثاليا،لكنها قابلته بعاصفة،لم يفطن انها
تدافع عن نفسها امام ظلمه
تدافع عن عفت روحها التى تلطخت بانامله الشيطانية.
.فخرج عن السيطرة كراقص برقصته المتوحشة الاخيرة . تجاوز الايقاع وتداخلت خطواته، مقابلتها كلامه حجة بحجة .. اهاجه .دار ولف حتى انهى رقصته بتسديد حربة بلحمها، ليبدا مرحلة جديدة بحياته .
كان فراقا داميا بكل المقايس..
تهتدى الى مسامعه -بعد ضلال- نغمة موسيقية متباطئة،،لكنها تحدث-زلزلا-مفاجأ له، يقابله بدهشة توقيته وحواره الداخلى
ببرودينفض رماد -الحدث- ليبحث عن مصدرها،بينما تبدأ كلمات الاغنية
. سلمللى عليه قوله ..انى بسلم عليه..بوسيللى عينه قوله انى ببوس عينه
..يرى اشراقة عينا ،اهال عليهما التراب منذ زمان،ويتسرب إليه دفئا نساه
انت ياللى بتفهم عليه..سلمللى عليه ..سلم
قوله عيونه مش فجاة بيتناسو .. ضحكات عيونه ثابتين ما بينقصوا
تتوه من شفتيها الحروف فتنهى محادثتها الهاتفية،،تسرى قشعريرة بجسدها..وينتفض قلبها لذكرى تحفها الاشواك
أطفل رحم حبى ،،أم رجل وجعى الابدى ..تتوه بينهما
يتخضب الحاضر بدماء ماضيها.
.انه من تنكر لما بينا فى سبيل مستقبله،،والعذر انها لم تكن ماتوهمه،، و تمزق صورة فتاة احلامه المثالية،

بعد ثلاث سنوات- وهو –بالطبع-يرغب بالكمال
.كأبليس تلاشى ،لم يترك ألا بصمات اصابعه بجسدى تؤكد سابق وجوده،،تركنى اتحمل وزر دخوله حياتى وحدى
هروب عينيها من وجه المحدق بها يؤكد له
ظنه،وبثقه يتجه اليها ويبادر بالسؤال:
EXCUSEZ-MOI,, ETES-VOUS?
بالايجاب تبرق عينها،،وتحيه بأسمه،يستأذنها بالسير معا ويسألها عن وجهتها..مستعرضا معرفته بدهاليز الشوارع الفرنسيةويتعمد القول بسكنه فى شارع"مونمارتر"حيث المشاهير والفنانين
يستعرض خدماته ،، لتوضيح ما أل اليه من نفوذ؟
تحدث نفسها :أالازلت روحى مسربة بهواك؟ لقد تركتنى لتأكلنى الحيرة وتلقى باشلائى متفرقة كأوزريس فى الاسطورة،، بحركة غريزية اختبئت من الاحتياج لك بالانزواء عنك
ليس من فرط حبك بل من قسوة غدرك،اسلمت جسدى لرجال غيرك ،وتخيلتك –مررا- تشاهدنى انتفض نشوى تحت رجلا اخر لانتقم من غروك و رجولتك الزائفة
..بنبرة ساخرة : اصبحت عاهرة مقننة.
اخدتهم الاهتمامات المشتركة لمتحف اللوفر..تشاغلا بلوحاته وتماثيله البشرية ملونة الاوجه للساعات،،
عنف نفسه لرغبته بضمها اليه، اليست –تلك- من كرها حتى نساها،كان باستطاعته معرفة اخبارها أوالسؤال عنها،لكنه تغاضى ومضى بحياته،لا انكر- احيانا -كنت افكر بك.، لكنه حينها –يردد ان الاوان فات ،ويغلق الباب على نفسه بإرتياح .
يتابع اهتمامها المبالغ به للوحات المعروضة.
بسخرية يردد بداخله: تتعمدين تجاهل ماضينا بينما يتدلى على صدرك دلاية مفتاح الحياة الفرعونى-هديتك بعبد ميلادى-لقد زرعت بذرتى بداخلك ..بكل ابنائك
دموعك مهما تعددت وتبدلت اسبابها،انا جنينها المستتر..
فجأة يمسك بذراعها ويخيرها مابين ثلاث:
الذهاب لعرض مسرحى ل"لاكوميدى ديفين" أم باليه "غارنيه أم مسرح فرانسيز؟ ويلمح ساخرا لرقصة الكان كان
" ارجح تفضليها للاقتراح الاول ،يستهوينا الكتاب المؤخده عنه هذه المسرحية -"بداخله-
ترجع برأسها للوراء متعجبه:"أتم تحويل" الكوميديا الالهية"لعرض مسرحى،اعرف فقط بتحويلها لمسرح كنسى
بزهو يجيب:عرض جديد وسأذهب لتقيمه ،وبمكرر يكرر سؤاله؟
بالمسرحية.يفتتن بها وبتعليقاتها الذكية،،يغريه عقلها مجددا ليصبح حاضره كأمسه،لكنه يتشاغل عنه،بالتركيز بالمسرحيةوتدوين ملاحظته.
تنتهى المسرحية ويكملا السير حتى غابات "بولونيا" حيث اشجار الكستناء التى تحدد جوانبها..من بعيد تتلاءلاء اضاءة برج ايفل المسائية..ليضم يديها براحتيه وحلمهما القديم بتناول العشاء بمطعم
بدوره الثانى ،،يسألها ..متيقنا بعدم قدرتها على الرفض؟Le Jules Verne
الطاولات واغطيتها الدمشقية قشدية اللون،اضواء الشمعدنات الفضية والموسيقى الحالمة ،، ادوات المائدة الفضية والاطباق ذهبية الحواف وما تحمله من أكلات بحرية يعشقها معا
يتشاغلا بالسمر عن خيبات ماضى حاضرة بينهم،
،يحدث نفسه:لم اعهدك بهذا الجمال.. حركات رموشك تلاعب اوتارى كعودا شرقى،يحتضن نغماته ليل شعرك المنسدل،،لمعان عينيك لم يخبو،شفتيك والشهد المنسال بينهم،زادتك الايم نضوجا عذبا واثارة طاغية،
أهذه حنين اليك أم لشبابى؟
تستاذنه للذهاب للمرحاض و قبل نهاية الممر تنهمر دموعها على كل ما مضى،، قيامها بالفجر وصلوتيها له،حلمها ان يشيباسويا،ان تحمل طفله بداخلها-الذى اجهضته مرة كى لا تحمله عبئهه،دعواتها لله واستجابته اليها بفك كربه وتهلل اساريره، كيف كانت مؤمنة به جتى اوصلها للكفر بكل ماتؤمن، الايام اكدت لها ان حبه صليب من الالالم تحمله على كتفياها حتى الممات


تجفف دموعها وتصلح من زينتها بينما تقول بلوعة


"الله" بينى وبينك
اعلنت دقات الساعه انتصاف الليلة ولابد لسندريلا ان تتبدل ،،فتلقى بحبها ارضا فى طريقها للرجوع اليه
تجاوره وفجأة تهتز الاضواء،،تتأرجح القاعة..تنقلب الطاولات وتتحطم الاوانى...تتوقف الموسيقى وبانقطاع الاضاءة تعلو الصراخات ،تتماوج القاعه مجددا بعنف اكثر،،فتتشبث به تحت احدى الطاولات ..يطوقها بذراعيه ويمسكها بقوة،،يحاوطهما الصراخ والبكاء..حينما اضاءات اشارات المخارج تكابل الناس فوق بعضهم وتتدافعوا غير عابئين بمن تدوس اقدامهم..الفوضى تعم المكان وتفضح النفوس خلف الملابس البراقة،
.تركها قائلا:لا تتحركى ساعود بعد دقيقة
راته يحاول الاتصال بالجريدة لايفاد مصور.لكن الخطوط تعناده واكمال المكالمة..الضجيج يعم القاعة،يتلفت حوله باحثا عن كيفية مساعدة الناس ،،..الكل خائف من توابع هذا الزلازل، الجو يثير الرعب الطاولات المنقلبة راسا على عقب تشكل حواجزوصوت تهشم الزجاح تحت الارجل المتدافعه يزده رعبا . صوت عربات الاسعاف القادمة وخراطيم رجال المطافى تحاوط المكان بالخارج، لكن جدار اسمنتى يفصلها عما يدور،وتقول بصوت مسموع: ..لم تغيره الايام بل زادته سواء
افتتن كلانا بالايام ،هو بفتنة بريق الاحلام، وانا فتنة تدهور الاحوال.
و.كلانا خسر نفسه
..أكان فراقنا رحمة أم لقائنا رحمة؟
توالى الاسئلة المبهمة يعميها عن اسلاك كهربائية تشتعل بجوارها،وتطاير شرارتها من حولها،تمسك
بها..تعلو صرختها التى ميزها رغم الجلبة من حوله..يهرع اليها.لتقع جثة هامدة يتطاير منها دخانا اسودا بين ذراعيه..للمرة الاولى يشعر بإشتياق لا ينكره..يضمها اليه بلهفة سنين مضت..يتذكر ماتعمد نسيانه...طغيانه دموعها،،ظلمه ضعفها
ياخدها عنوة من بين ذراعيه رجال الاسعاف ،ليختفى وجهها تدريجيا مع اغلاق سحاب المشمع الابيض
يتابعها مذهولا فاتحا فيه
من بعيد يراقبه مصور شاب لاحدى صحف النميمة،،يغريه المشهد وماسيجنيه من مديح امام رئيسه..يصوره
فتبرق عيناه غضبا ولكن تتابع الفلاش و وهجه الابيض يعميه مؤقتا لينهال عليه بالسباب واللعن واتهامه بالانتهازية..
يقطع فوران غضبه ،رنين هاتفها -فجأة-
تهتز اركانه لنغمته وكلماتها:
سلمللى عليه.. قوله انى بسلم عليه،
بوسللى عينه.. قوله انى ببوس عينه

السبت، 18 يونيو 2011

عباد الشمس






تصحو "مريم"مفزوعة على كابوس يتكرر منذ لقائها الاخير ب"على"،تتحسس المنضدة المجاورة المكدسة بالكتب للوصول لكوب المياه والاقراص المنومة،،تاخذه وتصب باقى المياه على وجهها فى محاولة يأسه لإزالة ما عايشته مجددا.
تستعين بصغار السور التى تحفظها،لتهدى نبضات قلبها المتصاعدة كطبل افريقى فى طقس دينى مهيب،تضى الاباجورة وتقرأ"ميكى"التى تهوى اقتنائها مؤخرا-علها تبدد وحشة الحقيقة-انفاسها تهدأ فى روح الطفولة تنهى ما بيدها لتبدأ بالاخرى.قصة الذئب متنكر بثياب الجدة الحنون،،فتسقط بغتة بين انياب كابوسها
الغرفة28 بالمستشفى الملعون
فهجوم ذئبا متنكر بالبالطو الابيض عليها وغرس اصابعه الغليظة بلحمها وهو ينزع ثيابها،بينما انفاسه العطنة المشبعة بالكحول تفوح على وجهها،بتلقائية تضم ساقيها ،بعنف يمنعها بوضع ركبتيه بينهما ثم يهوى على صدغيها بلطمات القت برأسها للورا،فتحس طعم دمائها بفمها،،ترفع ذراعيها محاولة النبش بوجه فإبعاده..عبث..فهوثورا هائج لن يكبح شهوته ألا الارتواء،،يقيد معصميها يرجعهما خلفا بيد وبالاخرى يكمل ما بداه بإنتزاع ثيابها الداخلية ،يضغط على جسدها المريض بجسده كى لا تقاومه حتى يمتلىء داخلها بدفقاته المتتالية.
تلقى بالمجلة اراضا،،وتسقط على ركبتيها وتضع جبينها اراضا ..لا تبكى لقد جفت مقلاتيها منذ ذلك اليوم ،،فقط تستغيث بالله تطلب رحمته انها تواجه مأساتها وحيدة وحيدة ،وتعصرها ااالم هذه الحادثة،أما جسدها فقد عبر عن فجيعته بإنقطاع دورتها الشهرية ذعرا،واوجاع حادة بمعدتها تحولت لخلايا سرطانية تنهش ما تبقى منها
عادت إلى الوراء،،ست اشهر
بذات الوضعية جاثمة اراضا لكنها بارض حمام المستشفى ،تفرغ ما بجوفها قهرا وكمدا،ثم تتساندا لاحضار هاتفها،طلبا لحماية الاب،،لكنه تجاهل نبرة الاستجداء بصوتها المذعور،ثم التعلل بالانشغال وقرب انتهاء شحن الهاتف،اغلق ابواب رحمته بوجهها ،،مرت ساعة صدمتها ساعات،اتصلت بحبيبها لترد انثى بصوتا بارد"الهاتف المطلوب مغلق نرجو اعادة المحاولة لاحقا"تهاتف الصديق يستمع لحديثها ولكنه لا يفطن لآنتيها الداخلية ويرد برغبة مبطنة لإنهاء الحوار!
جسدا منتهك،،روحا منهكة،،و وحيدة....
تتوالى الايام ،لتفاجأ برقمه على شاشة الهاتف ملحقا باسمه الغائب"على"،يستشرى فرحا ممزوج برعشة قلق،أليس هوالاب والحبيب الغائب فالصديق المتخاذل.
الاسئلة المعتادة عن الصحة واحوال الايام،فالاجابات الباردة المبهمة،يبغتها كلامه عن امكانية موافقتها من عدمها اذا سألها اللقاء،بالايجاب ترد،ثم تستفسر عن هذا اللقاء المفاجىء،،يقابلهابالغموض المستفز لتعلو نبراتهما وتحتد عباراتهما،بعد غلق الهاتف يتبين لها ان تاريخ اللقاء يواكب ذكرى والدها التاسعة عشر،،تسال أرغب بمواستى أم مصادفة هى نذير شؤم اتى.
وجاء يوم-السابع-من ابريل محملا بحزن وشجن افتقاد الاب
هاله مارائها عليه من نحول وشحوب بالغ،،جلست بجوار زهرة عباد شمس وحيدة،،بأصيص فخارى مزخرف،،رافعه عنقها الطويلة بكبرياء زاهى صوب الشمس،،الصمت الصمت الصمت ..لقد اشتدءت وطئته بينهما،،لا يخدشه سوى طنين نحلة وهى تمتص رحيق زهرتهما المجاورة،، بلا كلل .
ببرود يبدأ بالحديث،ويسرد وقائه ايامهما الاخيرة،ويكيل الاتهامات إليها،لتجد نفسها محاصرة بثغرات افعال يزيدها بتحامله الفج عليها
ومع اخراجه الفنى المحكم..تستشعر قرب النهاية

"على":انك امرأة ناضجة ،وعليكى تحمل مسئولية افعالك
"مريم":انك تصطاد كلامى ومن افعالى بما يناسب ماترنو إليه
على بعصبية:لقد تخليتى عنى
مريم بذهول:كيف؟
على :لم تكونى بجوارى عندما احتجت مأزرتك
مريم:لقد سانتك بما كان متاحا لى، فى هذا الحيز الضيق الذى فرضته علينا وقتها بتعنتك وغباء تصرفاتك

بين ثنايا نقاشهما الحاد،،تاه بخصلات شعرها وهو يتتطاير امامه،، اشتاق لعبيره يداعب انفاسه،، اشتاقت رؤؤسه اصابعه لملامسته،،جرحت انامله عندما رأتها تخلت عن طوله المحبب إليه،،يهفو ليربت على شعرها فاحتضنها بصدره ليتاكد انها بحياته،،مثلما اعتادبعد كل لقاء حميم بينها،،اخرجه من تأملاته بكاء طفلا تتوالى صفعات والده على وجه،فيصب لعناته على قسوة هذا الاب ولكن تخرسه نظرتها المتعجبة،يدير عيناه عن نظراتها الحادة ليرى قطة تاخذ صغارها بين انيابها بحذر لتنقلهم لمكان اكثرا امنا.
مريم بنفاذ صبر:و بعدين
على: مابقتيش على مقاسى
over
ثم يضع ساقا على الاخرى بغرور وتكبر،،صدمتها العبارة،،أأصبحت حذاء لا يناسبه الان ،فيلقيه بلا ندم،،أكان بريق حبهما الآخاذ للعيون فاثار الغيرة والاحقاد ،بريق لزجاج هش ,,رخيص،،
ردت بجملة دامعه:إياك والظلم
على :الظلم استمرارنا سويا،،أكاد انكرك؟لم اعد اعرفك
مريم:وانا لم اعرفك حينها ولكنى تعمدت خلق المبررات لسلوكك ،فلا ابادلك القسوة والفظاظة،رغم حصارى بين سنديان جبروتك ومطرقة المرض،،لنتسامح ،،كلانا اخطائنا بوجه نظرالاخر.
على:لا اعرف التسامح ثم يضيف بإستخفاف:انتى من جلب الامراض لذاته واستعذب دخول المستشفيات
فيتيبس لسانها بحلقها،وتتساقط قطرات الشاى بيديهاعلى تنورتها القصيرة،بحركة حنان لا ارادية يسرع بمسح قطراته الساخنة،فيترأى له كدمات زرقاء ارجوانية وتورم يختبى تحت شرابها المخملى،يضغط عليها،لتتأكد ظنونه بآنينها
يرجع ظهره للوراء ويشعل سجارته بعصبية ثم يستفسر :
بكتفين متهدلين تحكى مأستها المستترة اليه ،بينما تضع كفيها على ركبتيها المضمومتين بإحكام،ومع تصاعد وتيرة الحدث تنتفض خلجات جسدها لتنهى ما بداته وعيونها كعيون السمك الميت،،يمسك يديها ويضمها براحتيه،ينظر إليها مطولا باحاسيس متتداخله جنون حب خوف ثأر كره احتواء ضعف،وينهى نظرته بتعنيفها لعدم اخباره وقتها وحتمية اخذه للقصاص،،
ترد بإنه لم يعطيها فرصه لمحادثته من الاساس ،،ومراعتها لظروفه حينها ثم تستوضه عن الطريقة؟
ترعبها اجابته،ومردوها على شاب بمقتبل حياته العملية.
مريم:لا لا لا مستحيييييييييل
يترك يدها ويتهمها بالتخاذل والسلبية
على:سلبية متخاذلة للمرة الثانية ليست انتى من اختارتها لتشاركنى حياتى
مريم:ألازلت بنفس العناد والنظرة للامور،بعد كل مارويت،- ده تلكيك-
على:لا استطيع التعامل معكى
مريم:احتاجك بجوارى
على :لا اعرف
يصلا لنقطة البداية ...الصمت...يتشاغل عن مواجهتها بمتابعه ماحوله،
ذلك الطفل الباكى فى احضان والده يضحك ،سعيدا بقالب الحلوى التى لوثت شفتيه واصابعه الصغيرة،وفى الركن البعيد انزوت تلك القطة لترضع صغارها باطمئنان وحب بينما هم يتصارعون على لبن اثدائها،يتجاهل ما يرى ويتابع مبارة لكرة القدم فى تليفزيون هذا المقهى وبالاستراحه يستاذنها للذهاب للمرحاض،تراقب "مريم"خطواته وهو يسحب ظله من ارضها وتتوارى شمسه فى عزصقيع ايامها،
ليضحى "على" "مريم" جملة مبهمة،،بدون حروف للوصل.
مرت الشهور وشاء لهما القدر باللقاء الثانى ،،بتدبير صديق تلازمه رغبة بريئة فى الجمع بينهما،ما أن رائها"على" حتى تحول الى وحش كاسر لا يهمه سوى التجريح والتمزيق فالتمثيل باشلائها امام الجميع،ظنها تستجديه للرجوع،،وتستنجد بالغير لتسىء لصورته البارقة .
اخذ يكيل العبارات المهينة لها ،ويصفها بالزيف،ويصول ويجول فى الحديث عن انخداعه بها ،فاستحالة ثقته بها ثانيا،،ويردد جملة واحدة"ان عيناه لم تعد تطيق رؤيها"،،
لم يجرحها كما تمنى ،لم تهيل التراب على ماكان بينهما،
،فغروره اعماه ،انه بتخاذله عنها وعن حبهما،،لم تعد تراه عاشقا جمعت بينهما لقاءات الروح والجسد مررا،فقط تراه"ابنا" توجعها اخباره المؤكده تبدله للاسوء،فلقد مات شهوتها واشواقها إليه خلال شهورها الماضية.
،تدير عينها عن هذا "الابن الضال"،لترى زهرة عباد الشمس بجوارها وتراخى اوراقها نحو التراب
ثم غادرا بدون -حتى- السلام
.

الجمعة، 15 أكتوبر 2010

خــــــــــــــــــــــــــواء


قررت اليوم التخلى عن كل ثمين ..احساسها بالقهر يذبحها ببطء. تنازلت عن اناقتها المشهودة بجونلة طويلة وبلوزة فضفاضة بلا ملامح مميزة، زينتهاالمبهرة استبدلتها بنظارة سوداء عريضة ، وخرجت...
فنجانين قهوة وبسكوت"القرفة" ذات الطلب على مقهاهما الدائم..
منفردة، تشرب قهوتها تتأمل الموقف،" تجرحها النظرات المتسائلة عن الغائب"بين اركان المقهى وشخوصه ومضات قصتهما ،كيف لون حبهما الأحلام وأحياها .
آمنت به وان حبهما زلة قدر -قدستها- نذرت التبتل لعشقه، فلم يخيب ظنها وجعل هواها ايقونته الوحيدة،فطنا بفطرة العشاق، ان الخلافات قد-- تمتد جسوراً لأقتراب، صار الحب صلاتهما اليومية و آياتها الأخلاص.

تتطلع حولها، همسات وتلامز رواد المقهى تصدح ..عيون فتيات الصبا سهاما،وتلك المرأة الاربعينة بمحذاتها تستغفر بصوت مسموع وتزم شفتيها.
تطرد هواجسها. فالكل يلهث وراء يومه ومتشاغل حتى عما قد يحمله القدر من مفاجأت فى منعاطفات الطريق


ليلة أمس .. تجعلها تنكمش داخليا، خنوعها له يصيبها بالغثيان. برد الفنجان الاخر، تلملم اشيائها وتشير للنادل ..تحاسبه وتعطيه ورقة طوتها بإحكام ليعطيها له... ثم تخرج مسرعة –مهابة التراجع- لبغيتها.


تصل .. تدخل العيادة بخطوات متثاقله ..تنتظر دورها
تناثر اللوحات على حوائط العيادة يخدش مقلتيها بمشاعر الامومة ..تغوص بداخلها .. متذكرة زهوها بعقلها وارضه المحرمة فلا يطئها احد ألا باذنها.. تهب صوب الممرضة وتدس -مبلغ محترم- بجيب ردائها، بإيماءة رأس موافقة تأخذها لغرفة جانبية بهدوء، وتطلب منها الاستعداد والتجرد من ثيابها فالإنتظار.
جدران بيضاء..خاوية ..ساقيها منفرجتين على سرير طبى ابيض ..ملاءة بيضاء ،تذكرت مقتها لهذا اللون.
وحيدة عارية من كبريائها وأنسانيتها وأسيرة للأبيض والذكرى
حينما سألت مشاعرها معه بمشاركته جسدها للمرة الأولى، ودبيب حياته ينبض بداخلها بعذوبة. تحسست بروز بطنها بحنان. كم استعجلت ايامها لحديثهما الصامت، تربت بحنو على بطنها ..تستجيب بنقرة خفية ..تجيبها بخبطة رقيقة تنقر مجددا. موقنة انها فتاة
-
صغيرتى- التى ذبت للقائها، وصدرى اشتاق لامومته .يرضعها حنانى وخوفى.. تعدو احلامى.. تأتينى نصف نائمة هربا من احلامك لتندسى بفراشى وصدرى يصبح وسادتك،وفخدى مسند قدميك الصغيرتين-لا امل تقبيلهما- تنزعجى - اضمك واحكى قصص جدتى الطفولية ونتسلى سويا ثم


يطرق الطيب باب الغرفة ويطالبها بالهدوء ..لتسرى رعشة هلع بكامل جسدها بينما يرتدى قفازه الطبى الابيض.. تعد مساعدته طاولة الجراحه المتعددة الأدوات وتتأكد من تمام العدد،ثم تغرس حقنة المخدر بأوردتها.. تراقبهم بدموع متحجرة وبداخلها صرخة كبلها القهر .. يبدأ العدد التنازلى 10 9 8 7 6 .. ما بين ساقيها يدخل مشرطه الطبى.. يغرسه برحمها حيث صغيرتها النائمة.. هانئة.. مستكينة .. يفتتهالأشلاء وتسيل دمائها ببطء بين فخديها المنفرجين.. أخذه دف الحياة

بينما تسترد وعيها. تسمع صوت رجالى -لا تخطئه- تحس انامله وهو يضع دبلة زواجهم فى اصبعها ..لا تملك المقاومة،تضيع منه فى الامها الرهيبة بمركز جسدها. بتلقائية تطمئن على صغيرتها،يقابلها الخواء،تشهق بفزع وتندفع ببكاء هستيرى، بينما يديها تتحرك بإضطراب بين ثدييها الثقيلين وبطنها الخاوية.. يضمها على صدره بعنف متشبث بإبوته المجهضة بداخلها
نهناهات دموعه تربكها،يدس رأسه بين خصلات شعرها ويبكى لائما نفسه على شجارتهم الأخيرة لرفضه هذا الحمل بذريعه الاحوال المادية المضطربة وتمسكها به.
يتذكر صراخه الهستيرى وصمتها المطبق امامه ،،واصراره على أسقاط حملا صدى لطفولته وجرحها الغائر، رغم ذوبانه عشقا لها، فكرة ابوته المحتمله كانت تعصف النيران برأسه.
قبلها اضنت قلبه وحدته وتنامت اشواكه حتى التقاها..سجد لها قلبه ودموعه ..احتوات مخاوفه لكنه لم يتخطى طفولته الجريحة.
تنزل دموعه على جبينها..لا يدرى أيبكيها أم يبكى ذاته..يمحى دموعه بشفاتيه على جبينها جفونها شفتيها..بينما عينيها زائعة بين جدران الغرفة البيضاء.
يغادرا العيادة لمنزلهما..تتأمله وهو يعدل من وضع الوسادة تحت رأسها لتغفو قليلا.. يربت على رأسها بحنان ..يجاورها بالفراش محتضنا ركبتيه ،كلما جال بذهنه خاطر فقدانها ،ينتفض فزعا للأطمئان انها بجواره
تتقلب على الفراش ..تنام على بطنها ..احساسها بالخواء يذبحها..تكتم أناتها بين الملاءات.. يخترق مسامعه آنينها المكتوم، يرجعها على ظهرها ويحاوطها بذراعيه.. ليغفوا سويا.

لكن تشتت الأمان داخلها .فأضحى الحب حادثة اغتصاب متكررة، ولا تقوى على التصريح أو التحمل ولا حتى الصمــــــــــــــــــــت
أيقنت ان الذى بقى من الزهرة أشواكها..
تقرر ذات ليلة البوح..تناديه بصوت واهن ..يأتى فتصارحه:
مش عايزاك....طلقنى

الخميس، 16 سبتمبر 2010

كارميــــــــــــــــــــــــــــلا


تصحو بفزع،، يتصبب العرق على صدرها ومنابت شعرها. تعتدل فى جلستها مع تنهيدة بصدرٍ تتكابل عليه الهموم،،كأنها تأتنس ببعضها.
تبغى الأنزواء فى عالمها الخاص،،
تطفىء الانوار لجلب سكينة هاربة ،لكنها فراشة تنجذب لمن يألمها حتى تحترق.
يتملل الجسد فى الفراش..تبذل مجهودا يفوق قدرتها لتبعد الخواطر عن افكارها،، لكن الجفن يأبى الانسدال..
صداعا يقودها لفنجان قهوة.. شاردة من حجرة لاخرى مثل روحها الهائمة بدهاليزها المظلمة
تنتبه على فوران القهوة....هذا اخر ما تحتاجه الان.. تجذب كرسيا.تشعل سيجارة باعصابٍ محترقة.. تشربها بتوتر،،يظهر فى اهتزازساقيها المتكئة على الاخرى
تحس بخاطر يروادها.. .كارميلا- موسيقى.-.......................فتترك سيجارتها مشتعلة على المطفاءة،،وتلاحقه،،لتكتمل صورته وباقى تفاصيله المجنونة.
تنهض لتضع (السكر و الليمون ) على النار،، وتتركهما ليمتزجا بهدوء.
تدير موسيقى،، تلاعب الروح بين الشجن والانتشاء.
تشعل شموعا عطرية وتوزعها بتساوى فى اركان الحمام ..تملاء البانيو
تلقى بملابسها للخارج بإستثناء- قطعتين- ،،تغلق الانوار و تترك الباب مفتوحا...
تُغلف الأجواء.. النغمات المنسابه ..ارتعاشات اضواء الشموع.. رذاذ المياه المتساقطة..وهـــــــــى
تثنى جذعها،، فتتدلى سلسلة فضية على حاملة صدرها السوداء،،.يبرق حرفه الاول امامها.. تخبئه بين نهديها بحنو مع نغمات الكمان..
-الكارميلا- بيديها ..تتذوقها كطفلة لاتقاوم الحلوى
تفرد ساقيها..فتتراىء خطواتها نحو تجارب خذلتها.. تضع الكارميلا ببطء ..محدثة نفسها أن نيران التجارب اصقلتها.. تنزعها بعنف.معلنة انها صبرت حتى اثقلها الصبر.،، تستمر ..فهى لا تملك كلمة –النهاية-
وتستمر .. تعبت ،،تألمت ،، جرحتها قسوتها مع نفسها
يوقفها فقط.. رؤية تناثر قطرات الدماء والسجيات الزرقاء على ساقيها
يتزايد الدخان حولها. تذوب الكارميلا كالعسل بين يديها ،،تغسلها،،تتخلص من ملابسها الداخلية
..تلقى بجسدها المنهك فى البانيو،،وترجع الى الوراء. برأسها ثقل كرة حديد.،،يكاد يزهق احاسيسها..ترخى ذراعيها على حافة البانيو
ترتشف شجونها كنبيذ احمر حتى عذاب الرشفه الاخيرة.. يسير الخدر كالنمل بجسدها..
انها فى حالة انتظار للمجهول،،مطمئنة غير مطمئة.،،الانتظار يفتت الأعصاب والمجهول ارجوحة للمشاعر بين البرود والاحتراق.
تعودت ان تعلق جراحها بصمت وتمضى بحياتها..خنقتها دموعا لم تذرفها ...
تعلو اناات الناى ،،لتمتزج مع نحيب ارواح الكون.
.تخر قوها ..تغوص لإسفل ,,لاهثة وراء تفسيرات محتجبة فى افقٍ بعيد .. بعيد عنها
يمتلىء السطح بفقاعات الهواء المتتالية بينما يتسرب الماء ببطء الى فتحتى الانف ..حيرة لامتناهية.. عقلها يشقه استغلاق الامور عليه.. .تدوى التساؤلات فى رأسها والاجابات كتبت بحبرٍ سرى على ماء عدن.
. تتذكر جملة ظلت قابعه فى ركن ذاكرتها،، كادت تنساها " قلبك كله حياة
فتشهق عاليا ..بنظرات مذعورة على وجهٍ تكسوه الزرقه...وقلباً لا يتوقف عن الخفقان....تبلل كفيها بالماء البارد لتحوى وجهها.
شغف نغمات الساكس يستنهضها ونغمات الجيتار تراقصها تحت انهمار المياه
تترك المياه تندفع لتخترق افكارها . تشعر بمذاق الملح على شفاتيهاا ..تتحرر روحها المكبلة بدموعا متحجرة.. تفرك جسدها ..تفتت الهموم .و تعلو على خيباتها.
تغلق الصنبور.. تتصاعد الحرارة من بشرتها الوردية ،،وتتراقص فى الخلفية اضاءة الشموع مصدرة ازيرا بانتهائها..
تنثر العطر على جسدها العارى..ترتدى ثوبا من النور الساائل ..يختال فيه جسدها بليونة كأنه لا يحوى عظاما..تمد ساقيها على حافية سريرها تطلى اصابع قدميها بالاحمر..فتتسابق قطرات المياه نحو فتحه صدرها .تفتح شرفتها.. تتنسم عبير الحياة فى لحظة ميلاد جديدة للكون
كلاهما يتتطهر من اثام ليالي سابقة..
. تُحدث قلبها بمناجاة الكون بصلاة حب..تتابع قطع السحب السائرة. وتفرد ساقيها على سور شرفتها ،، تداعب نسائم الليل شعرها الثائر الذى يحيط وجنتيها ..يُقيل الليل اطراف ثوبها .. يعجيها دور اللعوب التى تغرى الحياة لتفتح كنوزهااا المغلقة ...تعيش اللحظة حتى تهيم روحها فى الهدوء ..و ينبض القلب بانسجام مع الكون للمرة الاولى فيخبرها." ان فى الحياة دائما حظ ثانى"

الثلاثاء، 8 يونيو 2010

لحظة خلق



تتوارى الشمس بين قامات اشجار الصنوبر ،و تُغلف السكينة الأجواء إلا من نظرات عيون متنمرة تتطلع نحو الأفق بسحبه الأرجوانية
تجلس على حافة البحيرة بينما يهم بجمع ادوات الشواء
تُحاصره نظراتها بالعتاب.. يأتيها .. يُطالبها بالبوح ، تدارى آلمها بكبرياء ممزوج بإبتسامة ..هى سياج لغضب مكتوم.
تردد بداخلها ..كيف تشكوه إليه؟؟
تشكو ..صمته الذى يُأرجحها بين الهنا والشقا .. ام.. عناده الذى ابكاها الاااف المرات
بسببه أصبحت فريسة لشحنات التوتر الزائد، وما يُصاحبها من ردود افعال حادة ،يقف امامها حائرا
جواد جامح هو .. لكنه.. سكن إليها.
منذ توجها مليكة فؤاده -سرا- ،وهو عالقا بين أمسه وغده فى يوما عصيبا لا ينتهى
احبها عقله لأنها تُشابه ولكنها ليست بظله .. ابكت فؤاده اشتياقاً فاحيته
يهواها ويخشى عليها من طبيعته ،فأسر حبه بأغلال الفكر.
يسيران بين تخوم البوح ،، يتكلمان فى امور الحياة ..يضحكان وبينهما صمت بحور من القلق
تقف فجأة و بتلقائية تخلع حذائها.لتتمدد على العشب الطرى..احدى ذراعيها على جبهتها..تفرد ساقا وتثنى الاخرى
تداعب ثوبها النسمات فتجسد إنحناءاته
يتشاغل بإشعال سيجارته ،وتتجول عيناه بين الاشجار الباسقة لينتهى مثلما بدأ ..... بعيناها
تَسوقه عيناها فى رحلتى الشرود والمجىء حتى
يلتقيان فى نظرة يُنهيها بأن يجثو على ركبتيه بجوارها ..ويتحسس طريقه لأطراف اصابعها
، فى لحظات .. تستجيب النشوة لندائهما الخفى
يقترب منها .. يُخدرها بعطر رجولته..وتستقر أناملها بخفه على خديه فيقبل يديها
بنعومة ..يرسم بشفاتيه على عنقها حلما راوده ، وبقبلات خاطفة على خديها .. جفونها .. ينال قُبلتهما الأولى
يعلوها بجسده فيجتاحها كنارا تُطالب بالمزيد .
يتلامسان بخجل واضطراب المرة الأولى ،وبأنامل خلقها الشوق، تُمحى ندوب الأيام
ُيسابقان اللهفة
يتلطخ قميصه بأحمر شفتيها..ينزعه .. فتُلون به عنقه وصدره العارى .
لا يُخجلهما عُريهما ،،كلاهما يرتدى الاخر.
شُعوره بملمس جسدها بين يده ،،و وخزات شعيرات صدره عليهاا،،يصهرهما.. قطرة ..قطرة،،ليروى ظمأ عاشقان طال امده.
جسدان اضحا شلال خمر، لا يُسكر غيرهما.
يسعيان للإندماج فى لحظة خلقٍ جديدة.. يتنفضان بنشوة تحرر روحين،، فيداهمه إحساس بجيشان مفاجىء ونار تتركز فى مكان واحد..
ينتبه للمسة يد ..تتسع حدقة عيناه فى ذهول ،وهو يراها تنفض غبار سيجارته عن ملابسه
لتندفع الدماء إلى رأسه ويسرى الوهن فى أنحاء جسده ، يحاول أن يسترجع طعم قبلاتها ..يبحث عن شواهدها على قميصه... تعصر الحقيقة عقله وتتباعد الصور تدريجيا
ممسكا باهداب حلم.. يُقربها إليه.. ويبغتها بقبلة ليدغدغ مشاعره ملمس شفاتيها الناعمة للمرة الاولى..
تتوارى خجلاً بصدره، ثم تُريح رأسها على فخديه..
ينحنى عليها بكامل جسده ،ويحاوطها بذراعيه.. ويتشبث بها مستسلما لنوما عميق للمرة الاولى