الخميس، 16 سبتمبر 2010

كارميــــــــــــــــــــــــــــلا


تصحو بفزع،، يتصبب العرق على صدرها ومنابت شعرها. تعتدل فى جلستها مع تنهيدة بصدرٍ تتكابل عليه الهموم،،كأنها تأتنس ببعضها.
تبغى الأنزواء فى عالمها الخاص،،
تطفىء الانوار لجلب سكينة هاربة ،لكنها فراشة تنجذب لمن يألمها حتى تحترق.
يتملل الجسد فى الفراش..تبذل مجهودا يفوق قدرتها لتبعد الخواطر عن افكارها،، لكن الجفن يأبى الانسدال..
صداعا يقودها لفنجان قهوة.. شاردة من حجرة لاخرى مثل روحها الهائمة بدهاليزها المظلمة
تنتبه على فوران القهوة....هذا اخر ما تحتاجه الان.. تجذب كرسيا.تشعل سيجارة باعصابٍ محترقة.. تشربها بتوتر،،يظهر فى اهتزازساقيها المتكئة على الاخرى
تحس بخاطر يروادها.. .كارميلا- موسيقى.-.......................فتترك سيجارتها مشتعلة على المطفاءة،،وتلاحقه،،لتكتمل صورته وباقى تفاصيله المجنونة.
تنهض لتضع (السكر و الليمون ) على النار،، وتتركهما ليمتزجا بهدوء.
تدير موسيقى،، تلاعب الروح بين الشجن والانتشاء.
تشعل شموعا عطرية وتوزعها بتساوى فى اركان الحمام ..تملاء البانيو
تلقى بملابسها للخارج بإستثناء- قطعتين- ،،تغلق الانوار و تترك الباب مفتوحا...
تُغلف الأجواء.. النغمات المنسابه ..ارتعاشات اضواء الشموع.. رذاذ المياه المتساقطة..وهـــــــــى
تثنى جذعها،، فتتدلى سلسلة فضية على حاملة صدرها السوداء،،.يبرق حرفه الاول امامها.. تخبئه بين نهديها بحنو مع نغمات الكمان..
-الكارميلا- بيديها ..تتذوقها كطفلة لاتقاوم الحلوى
تفرد ساقيها..فتتراىء خطواتها نحو تجارب خذلتها.. تضع الكارميلا ببطء ..محدثة نفسها أن نيران التجارب اصقلتها.. تنزعها بعنف.معلنة انها صبرت حتى اثقلها الصبر.،، تستمر ..فهى لا تملك كلمة –النهاية-
وتستمر .. تعبت ،،تألمت ،، جرحتها قسوتها مع نفسها
يوقفها فقط.. رؤية تناثر قطرات الدماء والسجيات الزرقاء على ساقيها
يتزايد الدخان حولها. تذوب الكارميلا كالعسل بين يديها ،،تغسلها،،تتخلص من ملابسها الداخلية
..تلقى بجسدها المنهك فى البانيو،،وترجع الى الوراء. برأسها ثقل كرة حديد.،،يكاد يزهق احاسيسها..ترخى ذراعيها على حافة البانيو
ترتشف شجونها كنبيذ احمر حتى عذاب الرشفه الاخيرة.. يسير الخدر كالنمل بجسدها..
انها فى حالة انتظار للمجهول،،مطمئنة غير مطمئة.،،الانتظار يفتت الأعصاب والمجهول ارجوحة للمشاعر بين البرود والاحتراق.
تعودت ان تعلق جراحها بصمت وتمضى بحياتها..خنقتها دموعا لم تذرفها ...
تعلو اناات الناى ،،لتمتزج مع نحيب ارواح الكون.
.تخر قوها ..تغوص لإسفل ,,لاهثة وراء تفسيرات محتجبة فى افقٍ بعيد .. بعيد عنها
يمتلىء السطح بفقاعات الهواء المتتالية بينما يتسرب الماء ببطء الى فتحتى الانف ..حيرة لامتناهية.. عقلها يشقه استغلاق الامور عليه.. .تدوى التساؤلات فى رأسها والاجابات كتبت بحبرٍ سرى على ماء عدن.
. تتذكر جملة ظلت قابعه فى ركن ذاكرتها،، كادت تنساها " قلبك كله حياة
فتشهق عاليا ..بنظرات مذعورة على وجهٍ تكسوه الزرقه...وقلباً لا يتوقف عن الخفقان....تبلل كفيها بالماء البارد لتحوى وجهها.
شغف نغمات الساكس يستنهضها ونغمات الجيتار تراقصها تحت انهمار المياه
تترك المياه تندفع لتخترق افكارها . تشعر بمذاق الملح على شفاتيهاا ..تتحرر روحها المكبلة بدموعا متحجرة.. تفرك جسدها ..تفتت الهموم .و تعلو على خيباتها.
تغلق الصنبور.. تتصاعد الحرارة من بشرتها الوردية ،،وتتراقص فى الخلفية اضاءة الشموع مصدرة ازيرا بانتهائها..
تنثر العطر على جسدها العارى..ترتدى ثوبا من النور الساائل ..يختال فيه جسدها بليونة كأنه لا يحوى عظاما..تمد ساقيها على حافية سريرها تطلى اصابع قدميها بالاحمر..فتتسابق قطرات المياه نحو فتحه صدرها .تفتح شرفتها.. تتنسم عبير الحياة فى لحظة ميلاد جديدة للكون
كلاهما يتتطهر من اثام ليالي سابقة..
. تُحدث قلبها بمناجاة الكون بصلاة حب..تتابع قطع السحب السائرة. وتفرد ساقيها على سور شرفتها ،، تداعب نسائم الليل شعرها الثائر الذى يحيط وجنتيها ..يُقيل الليل اطراف ثوبها .. يعجيها دور اللعوب التى تغرى الحياة لتفتح كنوزهااا المغلقة ...تعيش اللحظة حتى تهيم روحها فى الهدوء ..و ينبض القلب بانسجام مع الكون للمرة الاولى فيخبرها." ان فى الحياة دائما حظ ثانى"